بدأت القصة عام 1858 مع فريدريك بوشيرون، الذي قرر أن يبتعد عن صناعة عائلته الأساسية وهي الملابس، وافتتح أول متجر له ” غاليري دي فالوا بوتيك” في باريس. لقد تفنن في إظهار نعومة ومرونة الأقمشة في أعماله الذهبية، مما جذب الكثير من العملاء إلى متجره. حصل فريدريك بفضل إبداعاته المبتكرة على الميدالية الذهبية من المعرض العالمي بباريس عام 1868، وبعد 11 عاماً، فاز بالجائزة الأولى “غراند بريكس” في نفس المعرض تقديراً لإبداعاته التي تضمنت قلادة مرصعة ب 159 قيراطاً من الياقوت، تم صناعتها خصيصاً لعميلة ثرية تدعى “لويز ماكاي”
لقد كانت هذه الإنجازات بالفعل بمثابة تنبؤ للمستويات التي ستتطرق إليها أعمال فريدريك في السنوات التالية ، فقد حصل على المزيد من الجوائز في “غراند بريكس” وحاز ميدالية ذهبية أخرى. خلال هذه الأيام، كان فريديريك معروفًا ليس فقط بعمله بل بحبه وشغفه لزوجته غابرييل. وقد أثبت ذلك عندما حصل على 31 ألماسة في مزاد التاج الفرنسي للمجوهرات ، المقام عام 1887 ، وأهدى أجمل ألماسة الخاصة ب “الإمبراطورة أوجيني” لزوجته ، تعبيراً عن حبه ووفاءه الخالد.
خلال القرن التاسع عشر، من أهم الأحداث التي حصلت في عالم الموضة، هي إفتتاح بوشيرون كأول صانع مجوهرات متجرًا في ميدان فاندوم الشهير ، وهو ميدان يشتهر بأنه موضع إنطلاقة الموضة بباريس. أختار بوشيرون متجر رقم 26 في موقع تلامسه آشعة الشمس ليعكس ضوءها بشكل جيد بريق الأحجار الكريمة الموجودة داخل المتجر. عند وفاة فريدريك عام 1902، انتقل دار الأزياء إلى ورثته، وبالأخص لويس بوشيرون ، الذي حرص على توسيع أعماله إلى الخارج . ظلت الملكية لأسرة بوشيرون، حتى عام 1994.
السيربينت وروعته
قلادة بوشيرون تروبل سنيك فضية
السيربنت “الثعبان” هو أيقونة، ورمزاً للخلود والروح الحارسة لبوشيرون. يعود استخدامه إلى القرن ال19 عندما صنع فريديريك بوشيرن قلادته المميزة على شكل ثعبان وأهداها إلى زوجته كنوع من التعويذة أو لجلب الحظ لها أثناء سفرها. اليوم، تأتي الكثير من التصميمات التي تحمل تصميم الثعبان، ضمن مجموعة “سيربينت بوهيم”.
مجموعة العطور
في عام 1988، غامرت دار الأزياء العالمية وأدخلت العطور إلى مجموعاتها. أصدرت “بوشيرون” عطرها الرائع الذي يأتي في زجاجة على شكل حلقة. ذا كواتر، وبوشيرون بلاس فيندوم، وذا جوبور هوم، هي إصدارات أخرى من العطور متاحة اليوم. في عام 2010 ، وقعت أنتر برفيومز SA وبوشيرون اتفاقية ترخيص لمدة 15 عامًا لإنتاج العطور تحت اسم العلامة التجارية ، واستبدال الترخيص السابق مع لوريال.
الساعات
ساعة بوشيرون ما جولي ذهب وردي عيار 18
أول ساعات تم إصدارها من بوشيرون عام 1859، وقد كانت ساعات جيب أنيقة. وبعد ذلك عام 1885، تم إصدار الكثير من الساعات الأخرى. اليوم، تمتلك الماركة الكثير من المجموعات المميزة مثل إيبور، وإيبور دو أرت، وأجوريي، وسربينت بوهيم، ولكن من أشهر الساعات من دار الأزياء “ريفليت” التي تم إصدارها عام 1947. تأتي الساعة بعلبة مستطيلة الشكل مع أساور قابلة للتبديل. الساعة تعبر عن الأناقة والإبداع.
حقيقة مثيرة: من المعروف أن إديث بياف ، المغنية الفرنسية الشهيرة، تمتلك ما لا يقل عن 21 ساعة ريفليت.
مجموعات المجوهرات الفاخرة
من بين قائمة تضم ناتشور ترومفانت، وهايفر أمبيرال، وأنيمو دو كولكشن، وأركيتيكتشر، وجاك دي بوشيرون، اخترنا هذه الثلاث مجموعات من بينهم:
سيربينت بوهيم
خاتم بوشيرون ألماس وذهب أبيض عيار 18
تعد مجموعة “سيريبنت بوهيم” الشهيرة التي تم إصدارها 1968 بمثابة إفصاح واضح لشعار الدار الأزياء الثعبان المميز، الذي تم تقديمه بطريقة رمزية وليس تصويرية. تتميز التصميمات برقصة رومانسية من الذهب مع الأحجار الكريمة مع تنسيق مثالي من الخرز والأشكال الكمثرية والنمط الملتف الذي يحاكي شكل جلد الثعبان. في الأصل، تم استخدام الألماس فقط كأحجار كريمة ، ولكن مع مرور السنين، أضاف دار الأزياء الجمشت، والسترين، والعقيق، والصدف، واللازورد، وفي خريف عام 2018 ، تم إضافة الفيروز.
كواتر
أقراط بوشيرون كواتر كلاسيك حلقات
تتميز مجموعة “كواتر” بالثلاث ألوان من الذهب: الأصفر والأبيض والوردي، ولون الشيكولاته المميز للماركة. تم إصدارها عام 2004، كل جزء من المجموعة من خامة مختلفة ونقشة خاصة، مما يجعلها فريدة ومميزة، وقد تم إصدار هذه المجموعة تمجيداً للفن المعماري بباريس ببعض التفاصيل مثل الأجزاء المضلعة التي تشير إلى القصر الكبير بباريس أو برج إيفيل.
فرو فرو
قلادة بوشيرون ساتوار فرو فرو
حلية على شكل الكأس منحوتة بشكل راقي، هي أهم ما يميز مجموعة فرو فرو. الزخارف المحفورة بإستخدام الذهب والنقشات المضلعة الجذابة تبدو كأنها طيات. أما عن الأحجار، يتم إستعمال الألماس والتورمالين الملون في هذه المجموعة.
الحاضر والمستقبل
استحوذت غوتشي علي دار أزياء بوشيرون عام 2000 من “سويزرهال”. بعد أربع سنوات، اشترت “PPR” الشهيرة بكيرينغ غوتشي. لذا اليوم، تمتلك كيرينغ بوشيرون، مع المدير الإبداعي كلير شوازن. منذ ذلك الوقت، تم إفتتاح الكثير من المتاجر، وتم تجديد “متجر فيندوم” ليقدم لعملاءه تجارب لاتنسى.
يحتاج عالم الأزياء الفاخرة ماركة كبوشيرون لتبقى. وبهذا، نستطيع تتبع رحلة وتاريخ صناعة المجوهرات الراقية. ومعرفة التقدم الذي أحرزناه. خلال 161 عاماً من الوجود وتنامي العملاء من صفوة المجتمع مثل الأمراء والنجوم، وعند هذه النقطة، لا يمكن إلا أن نفكر، ماذا سيضيف المستقبل إلى هذا التاريخ الرائع؟